بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ..
من منا لا يغضب ؟؟!!
بالتأكيد لا أحد
( جميعنا نغضب وان تعددت الأسباب )
لكن من منا يكظم غيظه عند الغضب ؟!!
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(ليس الشديد بالصُّرَعةِ ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب .)
متفق عليه
الكاظمون الغيظ
قال تعالى ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) أل عمران 134
قال الطاهر بن عاشور في التحرير و التنوير :
(( وكظم الغيظ إمساكه وإخفاؤه حتَّى لا يظهر عليه، وهو مأخوذ من كظم القربة إذا ملأها وأمسك فمها، قال المبرّد: فهو تمثيل للإمساك مع الامتلاء، ولا شكّ أن أقوى القوى تأثيراً على النَّفس القوّة الغاضبة فتشتهي إظهار آثار الغضب، فإذا استطاع إمساكَ مظاهرها، مع الامتلاء منها، دلّ ذلك على عزيمة راسخة في النَّفس، وقهرِ الإرادةِ للشهوة، وهذا من أكبر قوى الأخلاق الفاضلة.)) اهـ
ماهو جزاء من كظم غيظه ؟
-عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال
(من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق
حتى يخيره من الحور العين ما شاء )
رواه أبو داود والترمذي وحسنه , و حسنه الألباني .
-و جاء في الحديث عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال
(من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة)
أخرجه ابن أبي لدنيا في (قضاء الحوائج) و حسنه الألباني .
-فهل تريد أن يملأ الله قلبك رضى يوم القيامة ؟
وعلى هذه الأخلاق النبيلة تربى السلف
رضي الله عنهم :
1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من اتقى الله لم يشفِ
غيظهُ، ومن خاف الله لم يفعل ما يُريدُ، ولولا يومُ القيامة لكان
غير ما ترون".
2- جاء غلام لأبي ذر رضي الله عنه وقد كسر رجل شاةٍ له
فقال له: من كسر رِجل هذه؟ قال: أنا فعلتُهُ عمدًا لأغيظك
فتضربني فتأثم. فقال: لأغيظنَّ من حرَّضك على غيظي، فأعتقه.
3- شتم رجلٌ عديَّ بن حاتم وهو ساكتٌ، فلما فرغ من مقالته
قال: إن كان بقي عندك شيءٌ فقل قبل أن يأتي شباب الحي،
فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا.
4- قال محمد بن كعب رحمه الله تعالى: ثلاثٌ من كُنَّ فيه
استكمل الإيمان بالله: إذا رضي لم يُدخله رضاه في الباطل،
وإذا غضب لم يُخرجه غضبُهُ عن الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
5- قال رجلٌ لوهب بن منبه رحمه الله تعالى: إن فلانًا شتمك.
فقال: ما وجد الشيطان بريدا غيرك؟!.
6- ذكر ابن كثير في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى
أن رجلاً كلمه يومًا حتى أغضبه، فهم به عمر، ثم أمسك نفسه،
ثم قال للرجل: أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان، فأنال
منك اليوم ما تناله مني غدًا؟ قم عافاك الله، لا حاجة لنا في مقاولتك.
فهيا اخوة الخير نعود أنفسنا كظم الغيظ والتحلي بالحلم
وبها يملأ الله قلوبنا رضى يوم القيامة
{
} للامانه منقول للفائده